رشيد الحكيم المشرف العام
عدد المساهمات : 110 تاريخ التسجيل : 16/11/2013 العمر : 40
| موضوع: من منهج اهل السنة الجمعة ديسمبر 06, 2013 10:31 pm | |
| بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينا وأنزل علينا كتابه نوراً مبيناً . أحمده على جزيل نعمه – أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته . أشهد أن محمداً عبده ورسوله . أرسله بالهدى ودين الحق . فهدى به من الضلاله . وبصر به من العمي . وأتم به النعمة . صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أمــا بعــد . اتقوا الله تعالى . وأعلموا أن لله تعالى من على هذه الأمة بأن جعلها خير الأمم وبعث فيها أفضل الرسل وجعل شريعته أفضل الشرائع . والقرآن الذي أنزل عليه مهيمنا على الكتب وخاتماً لها . ومن أعظم خيرية هذه الأمة . قيامها بالدعوة إلى الله . والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .... ) . وقد ورد في نصوص الكتاب والسنة ما يدل على فضل الدعوة إلى الله تعالى كما في قوله تعالى : (( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال أنني من المسلمين )) . وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : (( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )) . وكذلك ورد في الكتاب والسنة ما يدل عل الأمر بالدعوة . وذم من تركها . وعقوبة من تركها وتخلى عنها . ويكفي في ذلك أن الدعوة إلى الله تعالى هو مهمة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم . وهي مهمة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى : (( قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) . أي : قال الناس يا محمد ( هذه سبيلي ) . أي طريقي التي ادعوا إليها . وهي السبيل الوصول إلى الله وإلى دار كرامته المتضمنه للعلم بالحق والعمل به وإيثاره . وإخلاص الدين لله وحده لا شريك لـه ( ادعوا إلى الله ) . أي أحث الخلق والعباد على الوصول إلى ربهم وأرغبهم في ذلك وأرهبهم مما يبعدهم عنه . ومع هذا فأنا ( على بصيرة ) من دين . أي على علم ويقين من غير شك ولا امتراء ولا مرية ( أنا و ) كذلك ( من أتبعني ) يدعوا إلى الله كما أدعوه على بصيرة من أمره ( وسبحان الله ) عما ينسب إليه مما لا يليق بجلاله أو ينافي كماله . ( وما أنا من المشركين ) في جميع أموري بل أعبد الله مخلصاً له الدين . وإذا كان هذا هو شأن الدعوة إلى الله . وأنها سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم يجب عل الداعية أن يراعي ما يلي : 1 _ العلـم : وهذا مأخوذ من قوله ( على بصيرة ) أي على علم . والبصيرة شرط في الدعوة ومن دعا على غير بصيرة فليس من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب العظيم فلابد من أن يكون الداعية على علم فيما يدعوا إليه وأن يكون على علم بكيفية الدعوة ومنهجها . 2 _ الإخــلاص : لقوله تعالى : (( ادعوا إلى الله )) قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الكلام عن هذه الآية . فيه تنبيه عل الإخلاص لأن كثيراً دلو دعا إلى الحق فهو يدعوا إلى نفسه فالإخلاص واجب في كل عمل يتقرب به العبد إلى الله . ومن ذلك . الدعوة إلى الله . قال تعالى : (( وما أمروا إليك ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) . وقال صلى الله عليه سلم : (( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغى وجهه )) . 3 _ العناية التامة بالتوحيد وكذلك النهي عن الشرك : هذا مأخوذ من قوله ( أدعو إلى الله ) . ومن قوله (( وسبحان الله وما أنا من المشركين )) . فالعناية بالتوحيد وما يتعلق به من حقوق ومكملات . والنهيُ عن الشرك ووسائله المغضبة إليه هو منهج القرآن . وهو منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . ومن قرأ قصص الأنبياء عرف ذلك . فهذا نوح عليه السلام مكث ف يقومه ألف سنة إلا خمسين عاماً . يدعو إلى لا إله إلا الله . بدأ دعوته بالتوحيد (( ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدو الله ما لكم من إله غيره ... )) . وختمها بالدعوة إلى التوحيد كما في مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحاً عليه السلام قال لابنه عند موته (( آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأراضين السبع لو وضعت في كفه ولا إله إلا الله في كفه رجحت بهن لا إله إلا الله , ولو أن السموات السبع والأراضين السبع كن حلقه مبهمة فضمتهن لا إله إلا الله )) . وقال إبراهيم عليه السلام : (( وأجنبني وبني أن نعبد الأصنام )) . قال إبراهيم التيمي رحمه الله من يأمن البلاء بعد إبراهيم وهذا يعقوب عليه السلام لما حضرته الوفاة جمع أبناءه ووصاهم بالتوحيد . قال تعالى : (( ام كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي . قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون )) . وثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه (( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) . يحذر سادات ,,,,,,,, واعلم الناس بعد الأنبياء بالتوحيد وحقيقة الشرك . يحذرهم من شرك القبور مما يدل على أهمية الأمر . 4 _ وحدة المنهج : وهذا مأخوذ من قوله سبيلي فالطريق واحد . قال تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )) . ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفرق الهالكة والفرق الناجية . قال هي ما كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي )) . فالواجب هو التمسك بسبيل واحد وطريق واحد . هو السبيل الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه وعلى رأس أتباعه أصحابه رضي الله عنهم . 5 _ الحرص على الاجتماع ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف . وهذا من لوازم قوله : (( سبيلي )) فالاجتماع رحمة والفرقة عذاب . وهي من أسباب الضعف وتسلط الأعداء قال تعالى : (( ولا تنازعوا فتقتلوا وتذهب ريحكم )) . أي قوتكم . والإجتماع لا يحصل إلا ببذل أسباب الشرعية : أولهـا : الإخلاص لله . فمتى صحت نية الداعية إلى الله سلم من الأغراض الشخصية والمطامع الدنيوية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ . ثانيـاً : أن يكون المنهج واحداً وهو منهج السلف الصالح كما تقدم . لأن الدعاة إذا اتحد المصدر الذي يردون عليه اتفقت كلمتهم واجتمعوا . أما إذا تنوعت المصادر واختلقت المناهج فلا بد من أن يقعوا في الفرقة ولا بد . والواقع المرير الذي يعيشه المسلمون شاهد على ذلك . فإنه لما أبتعد البعض من دعاة الخير عن منهج السلف الصالح فأصبحوا يأخذون من المناهج المحرمة . دبت فيهم الفرقة والإختلاف لعدم اتفاقهم على منهج واحد . ثالثـاً : الاجتماع حول ولاة الأمر والالتفاف حول العلماء . وأعني بالعلماء . على الكتاب والسنة السائرون على منهج السلف علماً وعملاً . خصوصاً عند ؟؟؟؟؟؟؟ . قال تعالى : (( وإذا جاءهم أمر من الأمن والخوف أذاعوا به . ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلم الذين يستبطونه منهم .... )) . ولأن العلماء أمان للناس بعد الله من الوقوع في الضلالة . لما رواه الشيخان عن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من قلوب العباد ولكن يقبضه لقبض العلماء . حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسؤلوا فأفتوا بغير علم . فاتقوا الله عباد الله . وعليكم بالالتفاف حول أهل العلم لا سيما وأن الله من علينا في هذه البلاد المباركة بعلماء صالحين ؟؟؟؟؟؟؟؟
إن الإمامة في الدين لا تنال إلا بالصبر والبقية كما قال تعالى : (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) . لما صبروا أي على العلم والتعلم والدعوة إلى الله والأذى في سبيله وكفوا نفوسهم عن جماحها في المعاصي واسترسالها في الشهوات .. (( وكانوا بآياتنا يؤقنون )) . أي وصل الأيمان بآيات الله إلى درجة اليقين وهو العلم التام والموجب للعمل . وصلوا إلى درجة اليقين لأنهم تعلموا تعلماً صحيحاً وأخذوا المسائل عن أدلتها المفيدة لليقين . ومن اليقين بآيات الله أن يجزم الداعية بأن الله لا يخذل من دعا إلى دينه إذا كان على منهج صحيح . ومن اليقين أن لا يتخلى الداعية عن المنهج الصحيح الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بحجة أن الزمان تغير وأن الناس لا يقبلون منا دعوتنا فيلجأ إلى الأساليب والطرق المبتدعة بل يجب على الداعية إلى الله أن يتمسك بنهج السلف وإن رفضه الناس . وإن ردوا دعوته ولم يقبلوها وإن قالوا إن المنهج الذي أنت عليه قد انتهى وقته أو لا يصلح للناس . وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن سبب هلاك بني إسرائيل وانحراف علمائهم هو سلوك هذا الطريق . روى الطبراني بإسناد حسن بن خباب بن الارت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا ) قال المنادي رحمه الله في شرح الدين : أي لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص وعولوا عليها واكتفوا بها . وعلى هذا فلا يجوز إنشغال المسلمين خصوصاً الشباب بغير كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم . ومنهج أهل العلم والعدول عن ذلك إلى الأساليب المحرمة ( مـن انشـغال الشبـاب بالتمثيــل والأنــاشيد والضلوع في القصص والفكاهات والتعويل عليها والانهماك في قراءة الكتب الفكرية ) وزهدهم في العلم والتعلم بأن ذلك من أسباب الهلاك وضعف الدين . فاتقوا الله عباد الله . وعليكم بالسير على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والعمل . واعلموا أنه لن يصلح أمر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها . (( وتذكروا قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )) .
اللهم أصلح أعمالنا . وصلى الله على عبده ونبيه محمد
من كلام الشيخ احمد بن محمد العتيق | |
|